الرعاية النفسية للموهوبين:
إن من الأهمية الكبيرة الاهتمام بجانب الصحة النفسية للموهوبين, وضرورة تدريبهم على استخدام قدراتهم العقلية إلى أقصى حد يمكن الوصول إليه, ومساعدتهم على تطوير مواهبهم وعوامل إبداعهم وتفوقهم حتى تساهم الأجيال الشابة بشكل منتج وفعال ومبدع في إثراء المجتمع,
فما دور التوجيه والإرشاد النفسي في تحقيق ذلك؟ ومالدور الذي يقدمه المرشد النفسي؟ يجيب العالم ( تورانس) عن هذه التساؤلات, فيشير إلى وجود ستة أدوار يمكن للموجه النفسي القيام بها لمساعدة الموهوبين على استمرار تفوقهم ونمو عوامل إبداعهم:
1 -توفير الحماية والأمان:
يستطيع الموجه أو المرشد النفسي تأسيس علاقة صادقة مع التلميذ تمثل ملاذاً له, ويشعر في ظلها بالأمان والاطمئنان.
2- مساندة الموهوب ودعمه:
من المفروض أن يقوم بالمساندة شخص خارج نطاق الأصدقاء, ومن يتمتعون بالاحترام والقوة, ويقوم هذا الشخص بعدة أمور من أهمها تشجيع ومساندة الموهوب في التعبير عن أفكاره بحرية, وإجراء الاختبارات اللازمة للتأكد من صحة فروضه.
3-مساعدة الموهوب في فهم اختلافه:
تتميز شخصية الموهوب بدرجة عالية من الحساسية, ومن القدرة على التفكير التباعدي ( التفكير بأكثر من حل لمسألة ما بشكل إبداعي مجرد أو محسوس, التفكير التقاربي: التفكير بحل واحد فقط). وعادة ما يؤدي سلوك التلاميذ الموهوبين إلى شعورهم بالدهشة والحيرة من ردود الأفعال التي يقوم بها الآخرين اتجاههم, مما يجعلهم في أشد الحاجة إلى فهم أنفسهم, وطبيعة اختلافهم.
وهنا يظهر دور الخدمات الإرشادية التي تقدم إليهم المساعدة في فهم أنفسهم, وطبيعة اختلافهم عن الآخرين, ومواصلة مسيرتهم في طريق الموهبة.
4- مساعدة الموهوب في التعبيرعن أفكاره :
عادة مايشعر الموهوب برغبة شديدة في الاستكشاف, وعندما تتبلور أفكاره, يشعر بحاجة ماسة إلى محادثة غيره ومناقشة تلك الأفكار والنتائج, ولهذا يحتاج إلى من يحترم أفكاره ويقدرها, ولا يهزأ بها حتى يمكنه لاستمرار في عمليات التفكير المبدع, وإذا لم يتوفر ذلك, فإنه يشعر باليأس من عدم فهم الناس له, ويتجه للعزلة والانطواء.
5 -الاعتراف بالموهبة:
يشير كثير من العلماء أن كثيراً من المواهب قد تمر دون ملاحظة من أحد, ويمكن للموجه أو المرشد النفسي استخدام ما لديه من أدوات مساعدة مثل: اختبارات الشخصية والإبداع والذكاء, للتعرف على الموهوبين ومن ثم التوصية بما يضمن تعهدهم بالأساليب المناسبة التي تتيح لهم تنمية ما لديهم من قدرات وتطويرها.
6- مساعدة الآباء والآخرين على فهم الموهوب:
من الأمور المؤسف ذكرها والتي تواجه الموهوبين, هو فشل الآباء وأولياء الأمور والمحيطين بهم أحياناً فهمهم, وعادة ما يعمل المرشد النفسي على مساعدة كل من الآباء والمدرسين على ملاحظة أن كل شخص لديه القدرة إلى حد معين, ومن مهام البيت والمدرسة معاً تقديم الخبرات النافعة والتوجيه السليم لتحرير تلك القدرات ومساعدتها على النمو والازدهار
جهود المملكة في رعاية الموهوبين
أدركت وزارة التربية والتعليم الدور الذي يمكن أن يسهم به الموهوب في صناعة مجد بلده وتقدمه ،حيث خطت الوزارة خطوات في مجال رعاية الموهوبين من أبنائها .وتجلى ذلك من خلال :
ý إحداث مؤسسات وإدارات خاصة بهم , وبرامج تناسب قدراتهم وموهبتهم ,
ý كما تم إنشاء مدرسة ( الفهد ) التي وضعت ضمن أهدافها التعرف على الفروق الفردية بين التلاميذ تمهيداً لحسن توجيههم ومساعدتهم على النمو وفقاً لامكانتهم وقدراتهم وميولهم .
وامتدادا لمسئوليتها الاجتماعية تجاه الموهوبين خاصة سعت إلى تنفيذ ما أشارت إليه سياسة التعليم في المملكة
ý ( بالكشف عن الموهوبين ورعايتهم وإتاحة الإمكانات والفرص المختلفة لنمو مواهبهم في إطار البرامج العامة ، وبوضع برامج خاصة ؛ ليسهموا في تطور مجتمعهم ونموه وتقدمه الحضاري ) .
وكان من ثمار عناية التربويين في المملكة بالموهوبين والموهوبات تنفيذ :-
ý ( برنامج الكشف عن الموهوبين ) الذي بدأ عمله مطلع العام الدراسي 1418 / 1419 هـ بمدينة الرياض ( مجمع الأمير سلطان التعليمي ) ثم توسع البرنامج ليشمل عدة مناطق تعليمية ،
ý إلى أن تّوجت الجهود بإنشاء ( مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين ) عام 1419هـ التي يرأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدا لله بن عبد العزيز ، وهي هيئة تعليمية مستقلة لها شخصيتها الاعتبارية المستقلة 0
ý واستكمالا لهذه الجهود أنشئت الإدارة العامة لرعاية الموهوبين بوزارة المعارف عام1422هـ ، مهمتها خدمة الطلبة والطالبات الذين منحهم الله تعالى قدرات غير عادية أو أداء متميزا عن بقية أقرانهم في مجال أو أكثر من المجالات التي يقدرها المجتمع ، وخصوصا في مجالات التفوق العقلي ، والتفكير الابتكاري ، والتحصيل العلمي ، ويحتاجون إلى رعاية تعليمية خاصة ، ويتم اختيارهم وفق أسس ومقاييس علمية خاصة 0 وينبثق من الهدف العام للعناية بالموهوب في المملكة عدة أهداف تفصيلية منها :
ý تقديم الرعاية العلمية للطلاب والطالبات الموهوبين والموهوبات على شكل برامج إثرائية
ý التعاون مع أسر الموهوبين ومعلميهم من خلال التوعية بقدرات أبنائهم وكيفية التعامل معهم ،
ý تشجيع الدراسات والبحوث العلمية في مجال الموهوبين 0
وقد تم تنفيذ العديد من برامج تأهيل أخصائي الكشف والرعاية في مختلف الإدارات التعليمية ، وتعمل الوزارة على تدريب مزيد من المعلمين والمعلمات للوصول إلى مرحلة ( رعاية الموهوبين والموهوبات داخل مدارسهم ).