تذكر قبل أن تعصي أن
الملائكة تحصي عليك جميع أقوالك و أعمالك، و تكتب ذلك في صحيفتك، لا تترك ذرة أو أقل، قال تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيب عَتِيدٌ) تذكر قبل أن تعصي يوم تدنو الشمس من الرؤوس قدر ميل و يعرق الناس، " فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى ركبتيه، و منهم من يكون إلى حقويه، و منهم من يُـلجمه العرق إلجاماً "
تذكر قبل أن تعصي
ملك الموت و هو يعالج خروج روحك، و يجذبها جذباً شديداً، تتقطع له جميع أعضائك من شدة جذبته، و تتمنى حينها أن تسبح تسبيحة واحده فلا تقدر، أو تكبر تكبيرة واحده فلا تقدر، أو تهلل تهليلية واحده فلا تقدر، أو تصلي و لو ركعتين خفيفتين فلا تقدر، أو تقرأ ولو آية واحده من
القرآن فلا تقدر، فقد ألجم اللسان، و شخصت العينان، و يبست اليدان و الرجلان، وطاش العقل من شدة ما يرى.
تذكر قبل أن تعصي
القبر و عذابه، و ضيقه وظلمته، و ديدانه و هوامه، فهو إما روضة من رياض ألجنه أو حفره من حفر النار قال صلى الله عليه و سلم " لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر " [رواه مسلم]
تذكر قبل أن تعصي
وقوفك بين يدي الله تعالى يوم ألقيامه ، ليس بينك و بينه حجاب أو ترجمان ، فأحذر أن يشدّد عليك في الحساب ، فقد قال صلى الله عليه وسلم "من نوقش الحساب عُـذّب" [متفق عليه].
تذكر قبل أن تعصي
شهادة أعضاء العصاة عليهم ، كما قال سبحانه { حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُم وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُم عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهو خلقكم أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )
تذكر قبل أن تعصي
أن لذة المعصية مهما بلغت فإنها سريعة الزوال ، مع ما يعقبها من ألم و حسره و ندم وضيق عيش في الدنيا ، و تعرض للعذاب في النار يوم ألقيامه تذكر قبل أن تعصي أن المعاصي ظلمات بعضها فوق بعض ،
و أن القلب يمرض و يضعف و يظلم بسبب الذنوب و المعاصي ، و قد يموت بالكلية ، و إذا مات القلب تحتم الهلاك و تأكد الخسران
وأخيــراً تذكر قبل أن تعصي
أن الذنوب تؤدي إلى قلة التوفيق ، و حرمان العلم ، و حرمان الرزق ، و ضيق الصدر و تعسير الأمور ، و وهن البدن ، و قصر العمر ، و موت الفجأه ، و فساد العقل ، و ذهب الحياء و ألغيره والأنفة و المروءة من القلب و المعاصي تزيل النعم ، و تحل النقم ، و تمحق بركة العمر و بركة الرزق ، و بركة العلم و بركة العمل و بركة الطاعة ، و تعرض العبد لأنواع العقوبات في الدنيا و الآخرة و تخرج العبد من دائرة الإحسان ، و تمنعه
من ثواب المحسنين .
و من أعظم عقوباتها إنها تورث ألقطيعه بين العبد و ربه، و إذا وقعت ألقطيعه انقطعت عنه أسباب الخير،
و اتصلت به أسباب الشر.
نسأل الله تبارك و تعالى أن يجعلنا من عباده الطائعين الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون
تحياتي:صمت النار